vendredi 17 août 2012

مسلسل «من أجل عيون كاترين» : الصّورة الأخرى لتونس أو النموذج المعاكس لمسلسل مكتوب



يتواصل بثّ مسلسل «من أجل عيون كاترين» على قناة نسمة وهو أحد الأعمال الأساسية التي أعدتها القناة ضمن شبكتها الرمضانية لهذا العام ونكاد نقترب من نهاية المطاف وبانت بالتالي للملاحظ أبرز مميزات العمل كما بدت النقاط التي يمكن أن نعتبرها أقل تميزا.

يجمع المسلسل الذي أخرجه حمادي عرافة أحد المخرجين المتمرّسين بالساحة التونسية وجوها من أبرز ما هو متوفر في المجال  على غرار محمد السياري ودليلة مفتاحي ودرصاف مملوك وجمال المداني وفتحي المسلماني وجمع من الشباب كما أنه أعاد الممثل فتحي الهداوي إلى العمل بالدراما التونسية.

تدور أحداث  المسلسل  الذي وصف بأنه أضخم انتاج مغاربي في أواخر فترة حكم الرئيس المخلوع حول قرية بحرية تقع على السواحل التونسية. قرية مازالت تقتات ممّا يجود به البحر. وهي تعيش في الظاهر في حالة سلم ولكن عندما تتوغل الكاميرا في البيوت وتقترب أكثر من الشخصيات نكتشف أن الحالة ليست سلميّة تماما بل على العكس فإن الحالة بالأحرى كارثية.

شباب القرية  من المعطلين عن العمل وسواء كانوا متعلمين أم لا  يقضون أيامهم يتسكعون بين فنادق المنطقة السياحية لا حلم لهم إلا مغادرة البلاد إلى فرنسا.. فشل تجارب أوليائهم الذين هاجروا إلى فرنسا لم يحل دون نزع فكرة الهجرة من رؤوسهم. كل الطرق بالنسبة لهؤلاء ينبغي أن تؤدي إلى فرنسا. الزواج مثلا بأجنبية أو بمهاجرة لكن الطريق  الأكثر خطرا التي يسلكها الشباب من أجل المرور إلى الضفة الأخرى بالحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط تتمثل في « الحرقان « أو التسلل إلى الأراضي الأوروبية عبر البحر وعادة ما تتم العملية على متن قوارب متعبة أو وفق ما يصطلح عليها اليوم بقوارب الموت. وعن المآسي واللوعة التي تخلفها عمليات « الحرقان « لا تسل.  في خضم ذلك يكشف المسلسل جوانب  من المناخ العام بالبلاد وخاصة الوضع السياسي وحالة التضييق التي كانت تمارسها  الدولة البوليسية التي كان يقودها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي والتي ترك فيها العنان للصقور من أصهاره وحيتان القرش من بطانته الذين لا يخضعون لأي قانون لتحقيق مآربهم واشباع رغباتهم التي لا تنتهي ونهمهم الذي يزداد مع  تكدس ثرواتهم.

مؤاخذات و لكن

ورغم مختلف المؤاخذات على المسلسل وهي ليست بقليلة   من ذلك مثلا كثرة الإشكاليات المطروحة في نفس الوقت وتشتّت القضايا. فالعمل الدرامي لا يمكن له أن يشخّص مختلف  أمراض  المجتمع دفعة واحدة وفي عمل واحد ووددنا لو أنه  تم الإقتصار  على فكرة واحدة تنطلق منها الأحداث وتيّسر على المشاهد عملية متابعة الأحداث  ممّا نخاله يسمح بمعالجة أفضل للأحداث  وبالتالي يشد المتفرج بشكل ربما أفضل. أطنب المسلسل مثلا في الأحزان وبالغ في الأحداث المأساوية إلى درجة تنقبض لها القلوب وتتشنج بسببها الأعصاب ولا نخال أن المشاهد وإن كان  يبحث عن عمل فني جدّي بقادر على تحمّل ذلك الكم الهائل من الأحزان والمآسي التي وقع الزجّ بها في مسلسل «من أجل عيون كاترين « وحتى وإن صادف وإن كان  العمل يتضمن على لحظات تراجيدية فإن ذلك ينبغي أن يكون موظفا بشكل ذكي يجعل الأحداث تنساب بيسر ولا تثقل على المشاهد. وللأسف فإن مسلسل « من أجل عيون كاترين» أثقل كاهل المشاهدين في حلقات عديدة بالمآسي دون أن يترك للمشاهد مساحة يتنفس منها أو منطقة يرى منها امكانية لتغيير الأحوال نحو الأفضل.

مقابل ذلك فإننا وقفنا في هذا المسلسل على عمل درامي تلفزيوني فيه الكثير من الجديّة. الأحداث تلامس مشاغل المواطن التونسي كما أنها تكشف المسكوت عنه والأهم من ذلك أن كشف المسكوت عنه من أمراض اجتماعية وأمراض العصر لم يتم في إطار محاولة إغراء المشاهد بالفرجة واستدراجه من خلال التلاعب بالعواطف على طريقة مسلسل مكتوب 3 مثلا وهي عملية تتم على حساب عدة اعتبارات فنية. لم يقتصر العمل على الجانب الوصفي مثلما حدث في المسلسل المذكور الذي بثته قناة التونسية وإنما كان هناك محاولة للنبش في عمق القضية  وتناولها من مختلف زواياها ومحاولة فهم الأسباب والمسببات. وهو على تلك الصورة يمكن أن نعتبره نموذجا مضادا أو معاكسا لمسلسل مكتوب وخاصة في جزئه الثالث.

عمل لا يعتمد على طعم وسامة الأولاد وجمال البنات

صحيح لم يكن العمل مغر على طريقة مكتوب لأنه لم يعتمد على الفضائح وعلى كشف المستور وعلى الديكورات الفاخرة وعلى وسامة الأولاد وجمال البنات فحسب وصحيح أن بدايته كانت صعبة ولكن مع مرور الحلقات ومع اكتشاف ملامح الشخصيات خاصة وأنّ السمة الغالبة على العمل التلقائية في الآداء والأجواء كانت تونسية بحتة وفق ما عودنا به حمادي عرافة الذي غالبا ما تكون أعماله قريبة جدا من الطقس التونسي يقر المشاهد رويدا رويدا بأن العمل  طيب وأن وراءه جهدا ونظرا.

ولعل الجمهور قد تعرّف من خلال هذا العمل على مناظر   طبيعية تونسية جميلة  من خلال القرية الساحلية التي دارت بها أغلب أحداث المسلسل بشاطئها الصخري وبزرقة مياه بحرها الصافية والنمط المعماري المميز لها وهو جانب  عادة ما تسقطه  الدراما التونسية من حساباتها رغم ما له  من دور في التعريف بالطبيعة التونسية وبالمناخ التونسي والطقوس التونسية.

انتبه الجمهور كذلك للامكانيات الواسعة  للعديد من الممثلين من الكبار والصغار ونذكر على سبيل الذّكر درصاف مملوك التي أقنعت في دورها الجديد وفتحي المسلماني أو معزّ التّومي ومنال بن عمارة ووحيدة الدّريدي التي ظهرت في دور مخالف وبرزت بهدوئها الملفت للإنتباه وتلبّسها بالدور باقناع كبير وغيرهم أما فتحي الهداوي فكان في مستوى ما عهدناه حتى ولو أن بعض المشاهد التي جمعته بالممثلة منال عمارة  هناك من رأى أنها ربما تكون أفضل لو ظهرت  بعمل سينمائي أمّا التلفزيون فله خصوصياته وخطوطه الحمراء.

حياة السايب

المصدر : الصباح




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

سياسة الخصوصية

خصوصية زوارنا لها أهمية بالغة بالنسبة لناو لهذا فيجب عليك أخي الزائر أن تقوم بقراءة سياسة الخصوصية الموجودة في هذه الصفحة والتي تمثل الخطوط العريضة لأنواع المعلومات الشخصية التي نجمعها وكيفية استخدامها من قبلنا ومن قبل معلنينا . فمدونة مدونة موسوعة بلوجر تستعين بشركات إعلان كطرف ثالث لعرض الإعلانات , وعندما تزور مدونتنا على الويب فإنه يحق لهذه الشركات أن تستخدم معلومات حول زياراتك لها ( باستثناء الاسم أو العنوان أو عنوان البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف ) ؛ وذلك من أجل تقديم إعلانات حول البضائع والخدمات التي تهمك عن طريق ملف تعريف الارتباط DART. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكنك أن تقوم بمنع إستخدام ملف تعريف الارتباط DART وذلك بزيارة سياسة الخصوصية الخاصة بإعلانات Google وشبكة المحتوى. نحن نستخدم إعلانات Google، بصفتها مورِّدًا مالياً خارجيًا، ولذلك تستخدم شركة جوجل ملفات تعريف الارتباطات لعرض الإعلانات على موقعنا. وبذلك ستتمكّن Google، باستخدام ملف تعريف الارتباط DART، من عرض الإعلانات “حسب الاهتمامات” للمستخدمين إستنادًا إلى زياراتهم لمواقعنا. ملفات الدخول: مدونة مدونة موسوعة بلوجر تستخدم نظام ملفات الدخول. وهذا يشمل بروتوكول الانترنت (عناوين ، نوع المتصفح ، مزود خدمة الانترنت (مقدمي خدمات الانترنت) ، التاريخ / الوقت ، وعدد النقرات لتحليل الاتجاهات).شأنها في ذلك شأن معظم خوادم المواقع الأخرى ، ومن هنا فإن من خلال هذه العملية فإنه لا يقصد بذلك جمع كل هذه المعلومات في سبيل التلصص على أمور الزوار الشخصية ، وإنما هي أمور تحليلية لأغراض تحسين جودة الإعلانات من قبل Google ، ويضاف إلى ذلك أن جميع هذه المعلومات المحفوظة من قبلنا سرية تماما، وتبقى ضمن نطاق التطوير والتحسين الخاص بموقعنا فقط .مدونة مدونة موسوعة بلوجر لا تستطيع الوصول أو السيطرة على هذه الملفات، وحتى بعد سماحك وتفعيلك لأخذها من جهازك (الكوكيز) ، كما ونعتبر أنفسنا غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن الاستخدام غير الشرعي لها إن حصل لاقدر الله . سياسة الخصوصية الخاصة بإعلانات Google وشبكة المحتوى. الكوكيز وإعدادات الشبكة: إن شركة Google تستخدم تقنية الكوكيز لتخزين المعلومات عن إهتمامات الزوار، إلى جانب سجل خاص للمستخدم تسجل فيه معلومات محددة عن الصفحات التي تم الوصول إليها أو زيارتها، وبهذه الخطوة فإننا نعرف مدى اهتمامات الزوار وأي المواضيع الأكثر تفضيلا من قبلهم حتى نستطيع بدورنا تطوير محتوانا الخدماتي والمعرفي المناسب لهم. نضيف إلى ذلك أن بعض الشركات التي تعلن في مدونتنا مجمع البرامج قد تتطلع على الكوكيز وإعدادات الشبكة الخاصة بموقعنا وبكم، ومن هذه الشركات مثلا شركة Google وبرنامجها الإعلاني Google AdSense وهي شركة الإعلانات الأولى في موقعنا . وبالطبع فمثل هذه الشركات المعلنة والتي تعتبر الطرف الثالث في سياسة الخصوصية فهي تتابع مثل هذه البيانات والإحصائيات عبر بروتوكولات الانترنت لأغراض تحسين جودة إعلاناتها وقياس مدى فعاليتها. كما وان هذه الشركات وبموجب الاتفاقيات المبرمة معنا يحق لها استخدام وسائل تقنية مثل ( الكوكيز، إعدادات الشبكة، وأكواد برمجية خاصة “جافا سكربت” ) لنفس الأغراض المذكورة أعلاه والتي تتلخص في تطوير المحتوى الإعلاني لهذه الشركات وقياس مدى فاعلية هذه الإعلانات ، من دون أي أهداف أخرى قد تضر بشكل أو بآخر على زوار موقعنا. وبالطبع فإن عليك مراجعة سياسة الخصوصية الخاصة بالطرف الثالث في هذه الوثيقة (الشركات المعلنة “Google AdSense” ) أو خوادم الشبكات الإعلانية لمزيد من المعلومات عن ممارساتها وأنشطتها المختلفة لمراجعة سياسة الخصوصية للبرنامج الإعلاني الأول في مجمع البرامج Google AdSense والتابع لشركة Google يرجى النقر هنا نحن ملزمون ضمن بنود هذه الاتفاقية بان نبين لك كيفية تعطيل خاصية الكوكيز، حيث يمكنك فعل ذلك من خلال خيارات المتصفح الخاص بك، أو من خلال متابعة سياسة الخصوصية الخاصة بإعلانات Google وشبكة المحتوى.